النكتة التي قالها الرئيس!!
لا يوجد تاريخ حدد للنكتة فالنكتة بحد ذاتها قد تكون ظهرت شفوية في العصور الأولى بين عائلة آدم عليه السلام ، واكتشفت أول نكتة مكتوبة على الجدران في سومر لأن الكتابة نفسها ابتكرت في ذلك الوقت ،ومن أقدم النكات المكتوبة النكتة الفرعونية والتي كتبت قبل 1600 عام قبل الميلاد والتي تقول :كيف ترفع معنويات الفرعون حين يذهب لصيد السمك
والجواب : أن ترمي احد العبيد بدون أن يشعر الفرعون ثم تصيح بأعلى صوتك هناك سمكة كبيرة يا سيدي !! وعلى الرغم من إنها نكتة ( بايخة )!! إلا أنها تحمل جزءا من الإسقاطات السياسية في ذلك الوقت ، وقد تكون أقدم نكتة سياسية ، بالإضافة إلى عدد من النكات التي وجدت مكتوبة في ورق البردي.
ومع الأيام ظهرت العديد من النكت الاجتماعية والسياسية ، وتميزت شعوب عن غيرها بحس الفكاهة والنكتة ففي الدول العربية تحتل مصر المركز الأول بدون منازع وتأتي بعدها بقية الدول .
وتشكل النكتة جزءا من ثقافة الشعوب وتكوين الإنسان ، وقد تم تأليف العديد من المؤلفات حول هذا الموضوع وقامت جامعة وولفرهامبتون بتخصيص قسم يقوم بدراسة تاريخ النكتة وعلاقتها بالطبيعة البشرية ، ومن ضمن الكتب العربية التي ألفت " البخلاء " للجاحظ ، وغيرها من الكتب العربية والتي تحكي عن أشعب ، وحجا وغيرهم من الظرفاء.
ويقول فرويد أن النكتة نوع من أنواع التعبير عن اللا شعور والأفكار غير المعلنة، وأن قوة النكتة تكمن في هدفها، وعادة تكون الأفكار غير المعلنة مؤلمة ومستفزة تؤدي إلى صراع نفسي كبير لدى الفرد، وتعبر النكتة عن نقد لواقع يصعب نقده بشكل مباشر وصريح، لذلك يلجأ الناس عادة إلى النقد عن طريق النكات.
وازدهرت النكات السياسية في أيام الحرب العالمية وبين الزعماء ورؤساء الدول وتنتعش أكثر في أيام الأزمات الاجتماعية، وقد دفع بعض من أطلقوا النكات حياتهم ثمنا، وتم قطع لسانهم من (لغليغوه )!!
ويقال إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت تجمع له النكات في ملف ويطلع عليها ليتعرف على احتياجات شعبه ومن النكات التي قالها عبد الناصر بنفسه "أن صيادا اصطاد سمكة كبيرة وفرح بها وعندما دخل إلى زوجته لم تفرح مثله سألها مالك مش مبسوطة -قالت ،ياما جاب الغراب لامه.-ياولية دي سمكة كبيرة ! ها نعمل بيها ايه يحسرة-نقليها في الزيت-ما فيش زيت -نطبخها بالصلصة - مافيش أوطة -نسلقها في المية مافيش لا جاز ولا بوتجاز، فحمل الصياد السمكة وأعاداها للنيل ، فهتفت السمكة يعيش جمال عبد الناصر .
ماهر الزدجالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق