السبت، 16 أكتوبر 2010

أفيال من ورق!!




لماذا ظهرت الصحافة ؟ سؤال يبدو تقليديا وبالطبع فإن الإجابات عديدة ومعروفة فهي صوت الشعب وهي السلطة الرابعة وووو ولكن الصحافة اليوم أصبحت للبهرجة والتطبيل ونشر الأكاذيب وخاصة في عالمنا العربي ومن يقول غير ذلك فهو يعيش في وهم كبير ، وكل المشاريع الصحفية المعروفة هي عبارة عن أفيال من ورق!!

وهنا لايمكن أن نلوم احد فالكل مشترك في ذلك فعلى الرغم من السلبيات الموجودة عند الغرب مثلما نقول إلا أن لديهم صحافة قوية تمارس دورها وهناك أشخاص في المقابل يدركون ماهية الصحافة وأهميتها؟

وأما لدينا فبدءا من عامل النظافة الصغير الذي أكن له كل احترام لغاية المسؤول الكبير لا أحد يتقبل النقد وحتى من بعيد ، وهناك من يعطي محاضرات في الصباح عن حرية الصحافة والكلمة ، وعدم رفع الراية البيضاء التي تشير إلى الاستسلام ، ولكنه يرفع الراية الحمراء في المساء عند أول كلمة ويصادر أي كلمة تعبر عن الحرية التي تضع ( البطحة ) على رأسه !!

ولان كلمة الحرية أصبحت مصادرة فكريا ومتهمة بالذنب حتى قبل أن تثبت إدانتها أصبح الصحفيين والصحف يولون وجوههم شطر المواضيع ( التنموية ) و( الهشك بشك ) ، والإعلانات التي أصبحت الدجاجة التي تبيض ذهبا كل يوم !!

ومع هذه السياسات للمؤسسات العربية أصبحت الناس تجد في الانترنت وساحات الحوار ( المسلخ العام ) والذي تراق فيه دماء كل يوم .

واعتقد أن السياسات إذا لم تتعدل ، والصحفيين لم يلتزما بالأمانة والمصداقية والصحف لم تتطور وتنفض غبار البيروقراطية عن نفسها، وأصبحت الناس والمسؤولين أكثر مرونة وشفافية فإن الصحافة في العالم العربي ستشهد غروبا سريعا لآمال وطموحات الشعوب والدول ...وسلملي على الأفيال الورقية !!

ماهر الزدجالي

ثورة الطماطم




بدأت منذ أيام قليلة ثورة حمراء على الانترنت في معظم دول الخليج تنادي بتوفير الطماطم في الأسواق بأسعاره المعتادة أو مقاطعته بشكل نهائي ، ورغم إنني لست من محبي الطماطم إلا أنني أسجل صوتي وأتضامن مع هذه الأصوات التي بح صوتها من أجل خدود الطماطم الحمر !! ورغم إنها ثورة ظريفة الطابع إلا أنها خطيرة الأبعاد والنتائج.
وقديما قامت الثورات والمظاهرات الغذائية فقوم سيدنا موسى عليه السلام كادوا أن يقوموا بثورة بسبب الطعام المقدم لهم وهو ( المن والسلوى ) والمطالبة بالخضروات ، وفي الهند قاموا بثورتهم الشهيرة ثورة الملح بسبب هذه السلعة الغالية في ذلك الوقت ، وتم تحرير الهند ، وفي لبنان كانت ثورة الأرز وإن كانت سياسية بحته ولا علاقة بها بالخضروات والفواكه .
وهناك مثل شعبي يقول (الرجل الجائع رجل غاضب) ومع المؤشرات الخطيرة للأمن الغذائي فإن الشعوب الجائعة ستكون لعنة تطارد حكوماتها ، وهناك القصة الشهيرة لونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا عندما قال عليكم بالبطاطا أزرعوها في كل مكان. وبالفعل نجت بريطانيا في ذلك الوقت من المجاعة أثناء الحصار في الحرب العالمية.
وبالتأكيد فإن ثورة الطماطم هي ثورة تراكمية على العديد من المنتجات الغذائية والبضائع كالأرز والقمح فارتفاع الأسعار وجشع واستغلال التجار شبح يهدد الأسر الفقيرة التي بالكاد تجد قوت يومها، ولذلك على (المسئولين الطماطم ).. عفوا أقصد المسؤولين على موضوع ارتفاع أسعار الطماطم مراعاة هذه الأسر الفقيرة..
وفي الوقت الذي تترفع فيه الأصوات المطالبة بمقاطعة الطماطم ورفع شعار لا طماطم بعد اليوم ، فإنها بالتأكيد ستموت من القهر عندما تشاهد مهرجان الطماطم الذي يقام سنويا في إسبانيا. وكل طماطة تأكلونها وأنتم بألف خير وعافية.


ماهر الزدجالي