بدأت منذ أيام قليلة ثورة حمراء على الانترنت في معظم دول الخليج تنادي بتوفير الطماطم في الأسواق بأسعاره المعتادة أو مقاطعته بشكل نهائي ، ورغم إنني لست من محبي الطماطم إلا أنني أسجل صوتي وأتضامن مع هذه الأصوات التي بح صوتها من أجل خدود الطماطم الحمر !! ورغم إنها ثورة ظريفة الطابع إلا أنها خطيرة الأبعاد والنتائج.
وقديما قامت الثورات والمظاهرات الغذائية فقوم سيدنا موسى عليه السلام كادوا أن يقوموا بثورة بسبب الطعام المقدم لهم وهو ( المن والسلوى ) والمطالبة بالخضروات ، وفي الهند قاموا بثورتهم الشهيرة ثورة الملح بسبب هذه السلعة الغالية في ذلك الوقت ، وتم تحرير الهند ، وفي لبنان كانت ثورة الأرز وإن كانت سياسية بحته ولا علاقة بها بالخضروات والفواكه .
وهناك مثل شعبي يقول (الرجل الجائع رجل غاضب) ومع المؤشرات الخطيرة للأمن الغذائي فإن الشعوب الجائعة ستكون لعنة تطارد حكوماتها ، وهناك القصة الشهيرة لونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا عندما قال عليكم بالبطاطا أزرعوها في كل مكان. وبالفعل نجت بريطانيا في ذلك الوقت من المجاعة أثناء الحصار في الحرب العالمية.
وبالتأكيد فإن ثورة الطماطم هي ثورة تراكمية على العديد من المنتجات الغذائية والبضائع كالأرز والقمح فارتفاع الأسعار وجشع واستغلال التجار شبح يهدد الأسر الفقيرة التي بالكاد تجد قوت يومها، ولذلك على (المسئولين الطماطم ).. عفوا أقصد المسؤولين على موضوع ارتفاع أسعار الطماطم مراعاة هذه الأسر الفقيرة..
وفي الوقت الذي تترفع فيه الأصوات المطالبة بمقاطعة الطماطم ورفع شعار لا طماطم بعد اليوم ، فإنها بالتأكيد ستموت من القهر عندما تشاهد مهرجان الطماطم الذي يقام سنويا في إسبانيا. وكل طماطة تأكلونها وأنتم بألف خير وعافية.
ماهر الزدجالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق