لماذا ظهرت الصحافة ؟ سؤال يبدو تقليديا وبالطبع فإن الإجابات عديدة ومعروفة فهي صوت الشعب وهي السلطة الرابعة وووو ولكن الصحافة اليوم أصبحت للبهرجة والتطبيل ونشر الأكاذيب وخاصة في عالمنا العربي ومن يقول غير ذلك فهو يعيش في وهم كبير ، وكل المشاريع الصحفية المعروفة هي عبارة عن أفيال من ورق!!
وهنا لايمكن أن نلوم احد فالكل مشترك في ذلك فعلى الرغم من السلبيات الموجودة عند الغرب مثلما نقول إلا أن لديهم صحافة قوية تمارس دورها وهناك أشخاص في المقابل يدركون ماهية الصحافة وأهميتها؟
وأما لدينا فبدءا من عامل النظافة الصغير الذي أكن له كل احترام لغاية المسؤول الكبير لا أحد يتقبل النقد وحتى من بعيد ، وهناك من يعطي محاضرات في الصباح عن حرية الصحافة والكلمة ، وعدم رفع الراية البيضاء التي تشير إلى الاستسلام ، ولكنه يرفع الراية الحمراء في المساء عند أول كلمة ويصادر أي كلمة تعبر عن الحرية التي تضع ( البطحة ) على رأسه !!
ولان كلمة الحرية أصبحت مصادرة فكريا ومتهمة بالذنب حتى قبل أن تثبت إدانتها أصبح الصحفيين والصحف يولون وجوههم شطر المواضيع ( التنموية ) و( الهشك بشك ) ، والإعلانات التي أصبحت الدجاجة التي تبيض ذهبا كل يوم !!
ومع هذه السياسات للمؤسسات العربية أصبحت الناس تجد في الانترنت وساحات الحوار ( المسلخ العام ) والذي تراق فيه دماء كل يوم .
واعتقد أن السياسات إذا لم تتعدل ، والصحفيين لم يلتزما بالأمانة والمصداقية والصحف لم تتطور وتنفض غبار البيروقراطية عن نفسها، وأصبحت الناس والمسؤولين أكثر مرونة وشفافية فإن الصحافة في العالم العربي ستشهد غروبا سريعا لآمال وطموحات الشعوب والدول ...وسلملي على الأفيال الورقية !!
ماهر الزدجالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق